وسط تشديدات أمنية.. دمشق القديمة تحتفل بعيد الميلاد بذكريات مخيفة (صور)

وسط تشديدات أمنية.. دمشق القديمة تحتفل بعيد الميلاد بذكريات مخيفة (صور)
دمشق القديمة تحتفل بعيد الميلاد

أحيت أحياء دمشق القديمة عيد الميلاد هذا العام وسط أجواء احتفالية تتخللها مخاوف أمنية، خاصة لدى الأقلية المسيحية، مع تشديد الرقابة حول الكنائس والمداخل الرئيسية للمدينة القديمة.

تزينت الشوارع والأزقة بأضواء وكرات حمراء وزينة ميلادية، فيما تجول السكان والزوار في الأسواق والباحات، مثل باحة مطرانية السريان الكاثوليك، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء.

قالت طالبة الدراسات العليا في كلية الطب، تالا شمعون (26 عاماً)، إن الناس يعودون باكراً إلى منازلهم بسبب المخاوف المتكررة من حوادث أمنية، خصوصاً بعد التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار الياس في حي الدويلعة خلال يونيو، وأسفر عن مقتل 25 شخصاً، ونسبته السلطات إلى تنظيم "داعش".

دمشق القديمة تحتفل بعيد الميلاد

تعزيز الإجراءات الأمنية

عززت السلطات الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق، مع انتشار قوات وزارة الداخلية حول الكنائس والأحياء المسيحية، وتفتيش المارة والدراجات النارية، وتولت لجان محلية -تضم شباناً مسيحيين غير مسلحين- حماية الكنائس بالتنسيق مع الدولة، تحت مسمى "فزعة"، بهدف منع أي خرق أمني خلال الاحتفالات. 

وقال فؤاد فرحة (55 عاماً) من لجنة حماية كنيسة باب توما إن الإجراءات تمنح المحتفلين شعوراً بالأمان ويتيح لهم المشاركة في الاحتفالات بأريحية، رغم القلق المستمر من الاكتظاظ والمخاطر الأمنية.

دمشق القديمة تحتفل بعيد الميلاد

وفي محيط كنيسة مار الياس، زُينت شجرة ضخمة بـ22 نجمة، حملت كل منها صورة أحد ضحايا التفجير، فيما أضاء المصلون شموعاً على أرواح أحبائهم، معبرين عن الحزن العميق والألم الذي خلفه الهجوم. 

وقالت عبير حنّا (44 عاماً) إن الاحتفالات هذا العام كانت استثنائية، إذ “الإجراءات الأمنية ضرورية لأن الخوف لا يزال موجوداً”، بينما أضافت هناء مسعود، التي فقدت زوجها وعدداً من أفراد عائلتها، أن الشعور بالأمان يبقى محدوداً رغم الحماية المكثفة.

دمشق القديمة تحتفل بعيد الميلاد

الواقع والمخاوف الطائفية

تقلص عدد المسيحيين في سوريا من نحو مليون قبل 2011 إلى أقل من 300 ألف اليوم، نتيجة النزوح والهجرة، ما يعكس هشاشة وضعهم الاجتماعي وأهمية الاحتفالات كفعل رمزي للتواصل والتماسك المجتمعي.

ويؤكد السكان أن الاحتفالات، رغم طابعها الميلادي التقليدي، تحمل رسالة صمود وأمل، وتعكس رغبتهم في المشاركة في حياة المدينة والاحتفال بفرح وسط ظروف مليئة بالتحديات الأمنية والاجتماعية.

ومع استمرار الإجراءات الأمنية المشددة، يبقى الأمل قائماً في دمشق القديمة بأن تستمر الاحتفالات بالمناسبات الدينية بأمان، وتظل الكنائس مساحة للسلام والذكرى والأمل بين السكان والزوار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية